الخميس، 8 ديسمبر 2016

الرفيق الدليمي محمد يتحدث عن كوكاكولا من منظور متابع لكل احداثها

حوار مع الرفيق الدليمي محمد


1-اول تجربة لي مع العمل النقابي كانت في 1983 بالدارالبيضاء بالحي
الصناعي بعين السبع -عكاشة- في مجال الخياطة حيث كنا نعاني من عدم تطبيق
القانون والغياب الكلي لاي تغطية مع كثرة الاقتطاعات مما دعانا الى تشكيل
مكتب نقابي داخل المركزية النقابية الكدش وقد تم طرد المكتب النقابي وانا
رفقته رغم اني لست عضوا به وقد قام العمال باضراب  تضامني في الوقت الذي
قام به الباطرون بتحويل الانتاج الى مصنع اخر بديل وقد اسفر الحوار بحضور
النقابة على التضحية بالمكتب النقابي ومعه انا طبعا وعاد بقية العمال
لاستئناف عملهم.
كما عشت تجربة اخرى بمدينة تطوان بالحي الصناعي مرتيل في مجال الخياطة
ايضا في 1985 حيث انخرطنا في الاتحاد المغربي للشغل الذي رفض قبول ملفنا
باعتبار الحي الصناعي جديدا وقد كانت الشركة في ملكية الماني وزوجته
التونسية وقد جاء نفس الانخراط النقابي كما التجربة الاولى نتيجة ضعف
الاجور والضغط اليومي للعمل الا ان الاختلاف بين التجربين اني كنت عضوا
في المكتب النقابي بالكدش  وقد تم طرد المكتب النقابي كله بعد تقديم
الملف المطلبي للادارة وقد دخل العمال في اضراب استمر لمدة تفوق الثلاثة
اشهر مع التفاوض في اطار اللجنة الاقليمية للبحث والمصالحة وقد هددني
الكاتب العام للعمالة بضرورة اخلاء المدينة والا سيضطر الى رميي خارج
المدينة بالقوة في الوقت ذاته كانت الشركة تصرف المنتوج عن طريق الشركات
الصديقة والقريبة من نفس انتاجها.
وقد تم الاستغناء عن اعضاء المكتب النقابي وبعض العمال والعاملات ذات
النفس النقابي كشرط من اجل عودة العمال الى عملهم وفعلا تم له ذلك.
2-فعلا عايشت تجربة عمال كوكاكولا وطنيا بتيط مليل ومراكش والرباط وسلا
وكوبومي وبراسري المغرب اثناء تواجد الرفيق رياضي نورالدين ككاتب وطني
للقطاع حيث تم تاسيس مكاتب نقابية داخل الكونفدرالية الديموقراطية للشغل
دافعت بقوة عن حقوق الطبقة العاملة وحاولت ان تؤسس لعمل نقابي بديل يقترب
اكثر من العامل ويؤطره ويستجيب لحاجياته اليومية مما جعل الادارة
والنقابة بمساعدة وتوجيه من العمالة التي تمثل الدولة هنا تتدخل وتخلق
الكثير من العراقيل امام المكاتب النقابية ومن ذلك رفض الاتحاد المحلي
للكدش تكوين مكتب وطني لقطاع المشروبات مما جعل المكاتب النقابية تراسل
القيادة  النقابية بذلك  ولكن دون جدوى وقدخاض مجموعة من العمال اضرابات
عن الطعام داخل معمل كوكاكولا بتيط مليل من اجل عودتهم للعمل وهو ما تم
تحقيقه بفضل تضافر وقوة النقابة رغم العراقيل الموضوعة في وجههم.
وقد استمر النيل من النقابة واعضائها حيث طرد المكتب النقابي بسلا ونظمت
معه وقفات احتجاجية استمرت لاسابيع وكذلك الامر مع المكتب النقابي لمراكش
وكوبومي وبراسري المغرب.
وفي مؤامرة محبوكة بين النقابة والشركة والعمالة تم طرد الرفيق رياضي
نورالدين من وسط اجتماع نقابي بالنخيل من طرف الزمرة المسيرة للنقابة حيث
خاض العمال اضرابا عن العمل لمدة اسبوع تم اثناءه اعتقال مجموعة من
العمال واسرهم وتقديم العديد منهم للمحاكمة كما حكم الرفيق رياضي
نورالدين في جلسة عارمة حضرها العديد من المحامين وشهد ت تجمهرا عماليا
كبيرا.
ليستمر الطرد بعد ذلك ويشمل العديد من العمال من بينهم هدوبة هشام
ولوكيلي بوشعيب وبنمزيان سعيد وقد خاض هؤلاء الثلاثة اضرابات طعامية فاقت
العشرين يوما.

كما تعرض الرفيق المحجوب محفوظ بشركة مدينة بيس للطرد ايضا نتيجة لتضامنه
النقابي مع العمال المطرودين.
3- مما سبق نستشف بصفة لاجدال فيها تواطئ الدولة مع الباطرونا حيث تنزل
بكل قوتها لصالح هذا الاخير في صمت تام وكامل من النقابات ولعل التجربة
التي عشتها بتطوان اصدق مثال كما ان ما وقع لعمال المشروبات بكامل التراب
الوطني يعبر تعبيرا واضحا وجليا عن ذلك.
وهذا الامر مستمر وسيبقى في ظل تحكم الفساد والرشوة واستغلال النفوذ في
دواليب هذه الدولة حيث نرى بشكل واضح هذا الامر بشركة نجمة الجنوب التي
يسيرها احد مستشاري الغرفة الثانية والذي اغلق ابواب المصنع في وجه
العمال ونفس الامر نلمسه بشكل جلي بشركة سيكاليم بالحي الصناعي عين
السبع.
4-يطرح وضع العمال والعاملات بالمغرب اشكالية كبيرة من حيث محاولة
التاطير والتنقيب اذا ما تناولناها بشكلها التقليدي الكلاسيكي من حيث
التنظيم حيث الغالبية تشتغل بالعقدة المؤقتة داخل شركات لاتحترم ادنى
شروط التشغيل وفق ماتنص عليه مدونة الشغل على علاتها مما يطرح على
الفاعلين النقابيين ابتكار اساليب جديدة في هذا المجال حيث استمراء اصحاب
شركات المقاولة والباطرونا ضعف هذا المجال اذ يربحون اضعافا مضاعفة من
وراء هذا الاستخدام دون ان يقدموا لهذا العامل اي تغطية صحية او في مايخص
تقاعده عندما يشيخ كما يتركونه عرضة للتشرد والضياع عند اصابته باي حادثة
شغل خاصة اذا كانت من الدرجة الكبيرة.
وهذا خلف لدى العمال فكرة خاطئة مفادها ان النقابة تساوي التشرد والطرد
من العمل وهو ما تستغله الباطرونا من اجل الاجهاز على كل الحقوق
والمكتسبات وهذا راجع لكون النقابات بشكلها الحالي اصبحت جزءا من منظومة
الفساد والمحسوبية بواسطة الريع الذي تخصصه لهم الدولة .
وتتلخص البدائل في نوع من التشبيك على شاكلة العمل الذي تقوم به شبكة
تقاطع للحقوق الشغلية وتجربة الرفاق بلجنة التضامن مع عمال طنجة
ولاساميروهو ما يقتضي انخراط الفاعلين السياسيين والنقابين بكل جدية
ومسؤولية في هذا الامر وتكوين قاعدة كبيرة من متضرري الواقع النقابي
الحالي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نور الدين رياضي مناضل نقابي وحقوقي طرد تعسفيا من عمله بكوكاكولا